خليل مصطفى ضابط في استخبارات الجولان قبل الحرب
يقول المؤلف أنه يهدف من وراء هذا الكتاب الأمور الآتية:
أولا: اثبات أن إسرائيل لم تنتصر في العام 1967 من خلال الحرب ولكن الذي حدث أن الشعب لم يقاتل، وأن الجيش حينها لم يكن في
وضع حماية للدولة وأراضيها، بل وضع في حالة لا يحسد عليها من خلال مؤامرة به وعليه.
ثانياً: إثبات أن هذه المؤامرة كانت متقنة إلى حد كبير وهي جريمة
مخططة منذ سنوات طوال.
ثالثاً: الوعي لمستقبل الأيام والمبادرة لسلوك طريق الحق ومحو العار
من قبل الأمة، والقضاء على كل كيانات التآمر وجيوب التخلف، وتطهير الأرض من كل
غريب طامع، لتصبح الأمة سيدة نفسها، ومالكة أمرها وصانعة قرارها ومستقبلها... في
حدود رسمها لها ربها ورضيه لها.
من خطاب بن غورين أمام الكنيست عام 1951 عن كتاب المسلمون والحرب
الرابعة: ".. إن الخطوة التي تسبق الصلح مع إسرائيل هي إقامة ديمقراطيات
اشتراكية محل الحكومات الرجعية في الدول العربية..".
تعليقي: وهذا الكلام يدل بوضوح أن ما يقلق الكيان الإسرائيلي هو تمسك
الدول العربية بدينها وبالتالي عليهم أن يجعلوا من يقومون بحكم هذه الدول فقط من
يؤمن بفكرة الأحزاب الاشتراكية ويحارب كل مظاهر التدين التي يسمونها الرجعية.
يكمل الكاتب الذي كان رئيس قسم الاستطلاع في قيادة الجبهة:
سرحت من الجيش عام 1963 مع الأفواج الهائلة من العسكريين الذين سرحهم
حزب البعث بعد تعربشه على السلطة عقب حركة الثامن من آذار عام 63 وتركت الجبهة ثم
الجيش وفي ذهني كثير من الخفايا والأسرار.
لعل أكثر البلدان العربية والإسلامية إصابة بالنكبات، وتعرضاً للبلايا
والمحن هي سوريا من بعد فلسطين. حيث أن نكبة ومحنة سوريا تعتبر أشد إيلاماً في
النفوس وابلغ أثراً في قلوب المخلصين المتطلعين لمستقبل أفضل لهذه الأمة، لأن ذلك
لم يكن بأيدي أعداء خارجيين، وإنما كانت بأيدي أبنائها. والدليل هو تلك الانقلابات
التي حدثت متتالية، والتصفيات والسجون وتسريح الضباط الأكفاء، وترفيع الضباط
العلويين وبفترة قصيرة كالترفيع من مقدم إلى لواء مباشرة ثم سيطرتهم على الجيش. فكانت
الترفيعات اعتباطية استثنائية وهذا يدل على سوء حال الجيش والبلاد التي تعاقب على
قيادتها ثلاثة عشر ضابطاً منهم واحد فقط تسلم مهامه بصورة دستورية وستة منهم نالوا
رتبهم ومناصبهم دونما أية أهلية أو استحقاق وإنما نظراً لتغييرات سياسية شهدتها
البلاد، وجرتها إلى النكبة في العام 67.
وقعت حركة الثامن من آذار عام 1963 واستطاع قادتها السيطرة على الحكم
في سوريا رافعين شعار تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية.
فعن الوحدة قامت الحركة بترسيخ أسس الانفصال وتعميق جذوره ونسف أمل
الأمة بأية محاولة وحدوية قادمة.
وفي الحرية: لم يعرف الشعب في كل تاريخه الطويل حتى في أيام الحكم
الصليبي لأجزاء من البلاد، أو في أيام الاستعمار الفرنسي قمعاً للحرية وخنقاً لها
وملاحقة وتشريداً لأنصارها كما عرفت منذ قيام هذه الحركة. إن مثل هذه الحركة ما
كان ليتاح لها أن تؤدي دورها في تسليم البلاد للعدو مقابل ثمن بخس لو أنها حققت
شيئاً حقيقياً من ممارسة الحرية الفعلية.
يقول الدكتور سامي الجندي عضو القيادة القطرية لحزب البعث ووزير
الإعلام حينها: " ..كنت أنذرهم أن سبل الثورة باتت خطرة على نفسها وعلى الشعب
وأنها ما باتت ثورة، بل انقلاب شرذمة، أدى بها الغرور والأنانية والتمسك بالحكم
إلى طغيان بوليسي لا هدف له ولا رجاء منه غير الخراب والتخريب، والولوغ بالدم والشرف".
وفي الاشتراكية: ورغم كل قرارات التأميم والمصادرة التي أصدرتها
السلطة البعثية في البلاد لم تحقق شيئاً واقعاً ملموساً من المفاهيم الاشتراكية.
فقد قام رجال المال بتهريب أموالهم خارج البلاد بسبب الرعب الذي دب في نفوسهم من
سلوك الدولة هذا. فتعطلت المشاريع الإنمائية وقتلت روح المبادرة لدى السوريين
وتوقف النمو الاقتصادي ونقلت الأموال إلى البنوك الأوربية حيث تملك اليهودية
العالمية السيطرة الكاملة على معظمها.
الكتاب غني جداً بالمعلومات التي أدت إلى سقوط الجولان أو بيعه أو
التخلي عنه مقابل الحفاظ على الثورة أو حكم الأقلية الذي مازال جرحاً مفتوحاً في
جسد السوريين. الكتاب موجود على النت
بصيغة pdf.