الغوص في الذاكرة

أدبية ، ثقافية، علمية، ملخصات كتب وروايات، أفضل ما قرأت من الكتب والروايات.

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

بين مدينتين مذكرات عدنان الملوحي

 

عدنان الملوحي بين مدينتين: من حمص إلى دمشق

تبدأ المذكرات بالإهداء

إلى الحجارة التي تنطق بالحق في أيدي الأطفال العرب، في الأراضي العربية المحتلة.

إلى الحجارة التي ترغم الصهيونيين النازيين الجدد كل يوم على مراجعة حساباتهم بعد أن ضربوا عرض الحائط بكل القرارات الدولية، والمؤتمرات والمبادرات السلمية..

أهدي هذه المذكرات .. وأنا أتساءل: متى كانت الحجارة في أيدي أطفال فلسطين أمضى وأقوى من كل السلاح الأمريكي في أيدي وحوش البشر.  

    عدنان 1988

 

 

بين مدينتين مذكرات عدنان الملوحي


ثم الإشارة:

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟؟        عمر بن الخطاب

 

 

التقديم من أخيه عبد المعين الملوحي:

وقد كتبه في دمشق  15 \ 6 \ 1988

حياة كل إنسان مهما كانت مرتبته الاجتماعية والسياسية، تستحق أن تكتب وتقرأ، فكيف إذا كانت حياة إنسان استطاع أن يشق طريقه إلى التحرر الفكري والسياسي، رغم كل ما أحاط به من عقبات؟

تلك هي حياة أخي عدنان في كتابه بين مدينتين .. هذا الكتاب الذي يضم مذكراته عن حياته ملخصة في ثلاث قضايا:



القضية الأولى: السيرة الذاتية

وهو في حديثه عن حياته في مظهرها الشخصي والعائلي صادق كل الصدق، دقيق كل الدقة: أسرة مستورة رقيقة الحال، أقرب إلى الحاجة وإن لم تحتج إلى أحد.

الأب الشيخ الإمام أقرب إلى التحرر والتفتح الذهني وهو شيخ وإمام المسجد النوري الكبير في حمص. شاب صغير يدفع دفعاً إلى لبس عمامة وجبة وأداء وظيفة إمام ولكنه يثور على العمامة والجبة ويريد أن يكون صحفياً ناجحاً.

حي جورة الشياح في مدينة حمص يضم اشتاتاً من الناس، ينقل إليك بعض أخلاقهم واوصافهم وأعمالهم وأحوالهم، ولا سيما أولئك الذين كانوا يؤيدون هتلر ( هترر) خلال فترة الحرب العالمية الثانية.. وهذا الشاب الصغير يستطيع بعد نضال طويل ان يكون صاحب جريدة تقدمية، في العاصمة دمشق تدعو إلى الحرية والديمقراطية والاشتراكية دون أن يرتبط ارتباطاً مباشراً بفئة أو حزب..

وأخيراً كهل متشرد في العالم يسعى إلى قوته وقوت أولاده ويدفع ضريبة دعوته إلى الحرية والديمقراطية والاشتراكية، وحق الشعب في الخبز والعلم والحرية والدواء.

هذا الإنسام الذي يمثل الطليعة الصغيرة من المتحررين الذين أدركوا في وقت مبكر حاجة الشعوب عامة وحاجة شعبهم خاصة إلى الحرية والديمقراطية والاشتراكية، ينقل إليك في مذكراته المراحل التي مرت حياته بكل ما فيها من مرارة أو حلاوة في صدق قل أن تجده في كثير من المذكرات.

 

 

القضية الثانية: القضية العربية

وصاحب المذكرات مؤمن عميق الإيمان بحق شعبه في الحرية والوحدة العربية والاشتراكية ولكنه يعلم حق العلم أن الاستبداد عدوها، فهو لذلك يفضح في شدة أعداءها ويدافع عنها ويدل على الطريق إليها، وهو طريق الشعب الذي ينبغي أن لا تكبله قيود الديكتاتورية والرجعية والاستغلال.

لقد رأى منذ طفولته الثوار في بيت ابيه الشيخ الإمام وظل مخلصاً ومؤمناً بأهداف هؤلاء الثوار، لم يخن قط دماءهم التي سفحوها دفاعاً عن حرية وطنهم وتقدمه في كل مكان من بلادنا ومن وطننا العربي الكبير ومن هذا العالم الأكبر.

لقد عاش الكاتب مرحلة الاستعمار الفرنسي ورأى بأم عينه ما عاناه شعبه من العسف والاضطهاد، فثار على هذا الاستعمار وأيد كل الوطنيين ة الأحرار الذين ناضلوا من أجل تحرير بلادهم سورية، فلما تحررت أراد أن يكون حكامها وقادتها في مستوى المهمة الوطنية الجديدة، في مستوى الجهاد الأكبر في ظلال الحرية بعد انتهاء الجهاد الأصغر في الكفاح والنضال من اجل الاستقلال، فهو وطني في مرحلة ما قبل الجلاء والاستقلال، والوطنية صفة ملازمة للتقدمية والتقدمية وطنية في أبرز صور الوطنية وأرقاها.

 

 

القضية الثالثة: القضية الإنسانية

والمذكرات في هذا الجانب الإنساني والأممي عالمية الدعوة، إنسانية الآفاق. والكاتب يلح كثيراً في مذكراته على وجوب النضال في سبيل الحياة، وهو يدعو إلى إنسانية تذوب فيها العنصرية والطائفية، والتفاخر بالعروق والأنساب والفروق، وهو مؤمن بالحرية والديمقراطية وضمان الحياة الحرة والكريمة للشعوب وللإنسان في شرف وكرامة وحرية..وهو يحمل على الانقلابات والدكتاتوريات ويحملها مسؤولية ما يعانيه العالم من حروب واستبداد واستغلال وتخلف وتأخر، وهو يؤيد المعسكر الديمقراطي الذي تألف خلال الحرب العالمية الثانية، ثم هو يؤيد المعسكر الاشتراكي بعد انتهاء الحرب وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي، هذا المعسكر الذي يدعو إلى السلام ويدعم كفاح الشعوب المستضعفة في سبيل الحرية والتقدم وحقها في تقرير مصيرها، وهو شديد الحملة على أعداء الشعوب.

والحق أن هذه المذكرات صورة ناطقة عن النضال في سبيل الحياة الكريمة وعن النضال الوطني والقومي في سبيل الوحدة والحرية والديمقراطية والاشتراكية وعن النضال الأممي في سبيل السلام والتقدم والحضارة وهذه المذكرات بين مدينتين مع كل هذا ترتدي ثوباً واهياً من الدعابة الحلوة والفكاهة الطريفة والحارة بين حين وحين، وماذا يريد القارئ غير أن يكون الكاتب إنساناً رغم كل العقبات التي وقفت في طريقه وطريق شعبه وامته والإنسانية بأسها؟ كما أننا لا ننسى أن هذا المذكرات تحكي مرحلة مهمة من تاريخنا القومي والوطني المعاصر.

ذلك هو رأيي في هذه المذكرات وهو راي أخ وشقيق لصاحبها يرجو أن يكون راياً موضوعياً وعادلاً وإنه لموضوع عادل.



تعقيب: هذا الكتاب هو قراءة لمرحلة من مراحل التاريخ المعاصر التي قد لا يلام فيه الكاتب عن استخدام مصطلحات لا معنى لها في ظل الاحتلال والحروب وضياع الهوية.

 

عن الكاتب

mkm

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

الإرشيف

Translate

جميع الحقوق محفوظة

الغوص في الذاكرة